صلاة الليل
صفحة 1 من اصل 1
صلاة الليل
إن القرآن الكريم يقول: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً}.. فالإنسان المؤمن يحتاج إلى ثلاث محطات على الأقل، على مبنى الجمع بين الفريضتين تسهيلا على الأمة، كما تذكر الآية.. وخمس محطات إذا قلنا بالتفريق، وهو المستحب.. فمعنى ذلك أن الإنسان المؤمن يحتاج إلى محطات تزود ثلاث: صباحا، وظهراً، ومساء.
إن الذين يفوّتون صلاة الفجر سيكون نموهم بعد فترة نمواً ناقصا شاءوا ذلك أم أبوا.. فمثلا: الطفل الرضيع يحتاج إلى ثلاث وجبات غذائية من اللبن، والأم الكسولة التي تنام عند الفجر ولا ترضع ولدها، فإنه من الطبيعي أن هذا الرضيع سيبتلى بنقص في التغذية.. وكذلك الروح الإنسانية، فالإنسان الذي يفوّت صلاة الفجر وبشكل رتيب، وعندما يرجع إلى نفسه لا يعاتبها، ويتمسك بالحديث القائل: بأن الإنسان النائم لا تكليف عليه حتى يستيقظ، يأنس مع هذه الحالة بعد فترة، ويراها حالة عادية.
إن هناك بعض الواجبات والمستحبات على الإنسان القيام بها عندما يستيقظ بعد طلوع الشمس: أما الواجب: أن يقضي الصلاة، ولا تجب المبادرة، ولكن عليه القضاء.. وكم من المناسب أن يستيقظ الإنسان بعد طلوع الشمس بلحظات، وبدلا من أن يفرح أنه قد رفع عنه التكليف، يستيقظ من فراشه وعلى الأقل يتشبه بالمصلين بين الطلوعين فيقضي الصلاة!..
الثاني: عليه الندم، والذي لايعيش هذه الندامة معناه أنه في مقام العمل مستهتر بعطاء المولى.. فمثلا: إنسان يعطى له خبر: أن البارحة كل من دخل المسجد أعطي كذا ألف من الدراهم، ثم تراه لا يذهب الى المسجد مفوتا على نفسه هذه الجائزة العظيمة وكأنه لم يفقد شيئأ، ألا ييحكم على هذا الإنسان بأنه إنسان مستهتر لا يهمه الاكتساب !.. فالذي يستيقظ صباحاً وقد فاتته نافلة الليل أو فريضة الفجر، لا بد وأن يعيش شيئاً من الإكتئاب والحزن لأنه فقد شيئا.. ويقال بأنه يستحب صيام ذلك اليوم، لمن لم يستيقظ فجراً.
ما هي الخطوات العملية لعدم تضييع صلاة الفجر؟..
أولا: على الإنسان أن يجعل صلاة الفجر محطة مهمة في الحياة، مثل الدوام اليومي والمدرسة، وكالعسكري الذي لا يتجرأ أن يغيب عن معسكره دقائق.. فهذا يحتاج إلى نوم مبكر.. وتخفيف من طعام العشاء.. وإستعمال منبه.. إن البعض لا يكلف نفسه شراء منبه بدريهمات، والحال بأنه يشتري ساعة ذهبية ثمينة بأضعاف قيمة المنبه.. ما قيمة هذا الجهاز الصغيرالذي يوقظ الإنسان لصلاة الفجر؟!.. إن بعض العلماء يجعل المنبه زاده في السفر مع التربة والقرآن ومفاتيح الجنان ، لأنه يخاف في تعب السفر والظروف الفجائية، أن تفوته فريضة من الفرائض.
ثانيا: الأدعية الواردة قبل النوم: مثل آخر سورة الكهف: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}، فلقاء ربه لعلها إشارة إلى صلاة الفجر كمصداق من مصاديق العمل الصالح.. وكذلك تسبيحات فاطمة الزهراء عليها السلام قبل النوم، فمن الموارد المأثورة لتسبيحات الزهراء بعد الصلوات وقبل النوم أيضا.
فالذي يلتزم بهذا المجموع من الآداب والسنن، والحسرة، والصيام مع الفوات، وماشابه ذلك.. نعم، إذا فاتته الفريضة لعله ينطبق عليه هذا القول (لا عار في القعود عن الفريضة).
دور صلاة الليل في تكامل الشخصية
- إن صلاة الليل كانت فيما مضى من الأيام وقفاً على الصلحاء والعباد في الحوزات!.. فالبعض من الشباب يكتفي بالمفروض من العبادات: الصلاة، والصوم، وحج البيت، ودفع خمس ما يزيد من الأموال.. ويقول: نحن الشباب ما شأننا وصلاة الليل، والمناجاة وغير ذلك؟!.
- إن كل مكلف مطالب -بحسب منطق الشريعة- بالسير في الحركة التكاملية، والتقرب إلى الله -عز وجل-.. فالصيام يجب علينا من باب قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وهذه الآية تعمم على كل مسلم ومسلمة، حتى البنت في تمام التاسعة من عمرها، لأن الآية مطلقة الخطاب.. فلماذا عندما يصل الأمر إلى قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}، فإن ذهننا ينطلق إلى العلماء والحوزات، وغير ذلك {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ..}؟!..
- إن الخطابات القرآنية المتوجهة للنبي (ص)، هي متوجهة لكل المؤمنين: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}، لأنه لو كان هذا الخطاب خاصاً بين الله وبين نبيه، لما أنزلها آية في القرآن الكريم!.. يقول العلماء في فضل صلاة الليل: يكفي أن القرآن أبهم الجزاء!.. فلم يذكر جزاءً محددا: لم يذكر حوراً، ولا قصوراًً.. بل أبهم الأمر فقال: {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}، واستعمال النكرة هنا لتفخيم الأمر!.. لم يقل: المقام المعلوم، ولم يقل: مقعد الصدق عند المليك المقتدر.. بل جعله مفتوحاً ليتزود كل واحد منا من هذا المقام المحمود، بحسب إتقانه لصلاة الليل.. وصلاة الليل التي كان يقوم بها النبي الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم- لا تقاس بصلاة ليلنا نحن!.. وبلغ من أهمية صلاة الليل في حياة الملحقين بالأئمة (ع) كمولاتنا زينب الكبرى (ع)، أنها في ليلة الحادي عشر من المحرم، وقد رأت ما رأت من المصائب والرزايا، ومع ذلك تجلس على صعيد كربلاء، وهي تشم رائحة الدماء الطاهرة، لتصلي صلاتها من جلوس!..
- إن باب الترقي والتعالي مفتوح على الجميع، فلماذا يُعطي أحدنا لنفسه الإجازة من هذه المراتب الكمالية؟.. فهل الموت للعلماء فقط؟.. وهل البعث والحشر للعلماء فقط؟.. فالبعض هذه الأيام يحاول أن يبذل قصارى همته، ليختار أفضل الجامعات، وأفضل التخصصات.. ويتمنى عندما يمر على بعض القصور، أن يكون له مثل هذا القصر!.. فالإنسان في هذه الحياة الدنيا له أمنيات عريقة، والبعض من الشباب يتمنى الزواج بفتاة لا يمكن أن تُنال بسبب الفوارق الطبقية مثلا، ومع ذلك يعيش هذه الأمنية والهاجس.. ولطالما سببت هذه الأماني التي لا تحقق، حالة الاكتئاب وغير ذلك، إلى حد الجنون لدى البعض.
- إن الإنسان في الحياة الدنيا لديه طموحات فوق القدرات الظاهرية، فلماذا في كف الآخرة لا يكون لنا مثل هذا الطموح؟.. وخاصة أن القرآن الكريم، يتعمد ذكر عينات في تاريخ الأنبياء والأمم السالفة، ممن ليسوا بأنبياء ولا بأوصياء.. فآسيا زوجة فرعون من فراعنة العصر، وأما مريم امرأة فضلها أن أمها نذرت ما في بطنها محرراً.. ولكن الله -عز وجل- تقبلها وأنبتها نباتاً حسناً، وجعل لها أستاذاً.. وللذين يشكلون أن الحركة لا يمكن من دون أستاذ، نقول: بأن رب العالمين هو المربي، وهو الذي يلقي في الروع، ويربط على القلب، كما حدث مع أهل الكهف {فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}، فهؤلاء الفتية عندما آمنوا، زادهم الله هدى، ولم يبعث لهم أنبياء ومرسلين.. وكان يرافقهم كلب لهم، فهذا الكلب أيضاً شملته الكرامة الإلهية، فنام معهم تلك النومة.. فأهل الكهف هم {فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ}، ولكنهم تحركوا: آمنوا واعتزلوا قومهم.. {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِه ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا}، فهؤلاء صدقوا في الحركة.
- إن وسائل التثقيف والترقي العلمي في هذه الأيام، أرقى من السنوات الماضية: حيث الكتب، والمؤلفات، والفضائيات، والمواقع.. فالمعلومات كافية جداً.. وقد قال الباقر (ع): (من عمل بما يعلم، علمه الله ما لا يعلم).. فإذاً، لنتخذ إلى الله سبيلاً.. نحن لا نريد أن نسلك مسالك الفرق الصوفية، وأهل الأذكار، والصوامع!.. نحن نريد أن تكون لنا حركة إلى الله -عز وجل- مراقبة في القول والفعل، وتركاً للحرام، وأداءً للواجب.. إن رب العالمين لا يريد شهادات
نسألكم الدعاء
إن الذين يفوّتون صلاة الفجر سيكون نموهم بعد فترة نمواً ناقصا شاءوا ذلك أم أبوا.. فمثلا: الطفل الرضيع يحتاج إلى ثلاث وجبات غذائية من اللبن، والأم الكسولة التي تنام عند الفجر ولا ترضع ولدها، فإنه من الطبيعي أن هذا الرضيع سيبتلى بنقص في التغذية.. وكذلك الروح الإنسانية، فالإنسان الذي يفوّت صلاة الفجر وبشكل رتيب، وعندما يرجع إلى نفسه لا يعاتبها، ويتمسك بالحديث القائل: بأن الإنسان النائم لا تكليف عليه حتى يستيقظ، يأنس مع هذه الحالة بعد فترة، ويراها حالة عادية.
إن هناك بعض الواجبات والمستحبات على الإنسان القيام بها عندما يستيقظ بعد طلوع الشمس: أما الواجب: أن يقضي الصلاة، ولا تجب المبادرة، ولكن عليه القضاء.. وكم من المناسب أن يستيقظ الإنسان بعد طلوع الشمس بلحظات، وبدلا من أن يفرح أنه قد رفع عنه التكليف، يستيقظ من فراشه وعلى الأقل يتشبه بالمصلين بين الطلوعين فيقضي الصلاة!..
الثاني: عليه الندم، والذي لايعيش هذه الندامة معناه أنه في مقام العمل مستهتر بعطاء المولى.. فمثلا: إنسان يعطى له خبر: أن البارحة كل من دخل المسجد أعطي كذا ألف من الدراهم، ثم تراه لا يذهب الى المسجد مفوتا على نفسه هذه الجائزة العظيمة وكأنه لم يفقد شيئأ، ألا ييحكم على هذا الإنسان بأنه إنسان مستهتر لا يهمه الاكتساب !.. فالذي يستيقظ صباحاً وقد فاتته نافلة الليل أو فريضة الفجر، لا بد وأن يعيش شيئاً من الإكتئاب والحزن لأنه فقد شيئا.. ويقال بأنه يستحب صيام ذلك اليوم، لمن لم يستيقظ فجراً.
ما هي الخطوات العملية لعدم تضييع صلاة الفجر؟..
أولا: على الإنسان أن يجعل صلاة الفجر محطة مهمة في الحياة، مثل الدوام اليومي والمدرسة، وكالعسكري الذي لا يتجرأ أن يغيب عن معسكره دقائق.. فهذا يحتاج إلى نوم مبكر.. وتخفيف من طعام العشاء.. وإستعمال منبه.. إن البعض لا يكلف نفسه شراء منبه بدريهمات، والحال بأنه يشتري ساعة ذهبية ثمينة بأضعاف قيمة المنبه.. ما قيمة هذا الجهاز الصغيرالذي يوقظ الإنسان لصلاة الفجر؟!.. إن بعض العلماء يجعل المنبه زاده في السفر مع التربة والقرآن ومفاتيح الجنان ، لأنه يخاف في تعب السفر والظروف الفجائية، أن تفوته فريضة من الفرائض.
ثانيا: الأدعية الواردة قبل النوم: مثل آخر سورة الكهف: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}، فلقاء ربه لعلها إشارة إلى صلاة الفجر كمصداق من مصاديق العمل الصالح.. وكذلك تسبيحات فاطمة الزهراء عليها السلام قبل النوم، فمن الموارد المأثورة لتسبيحات الزهراء بعد الصلوات وقبل النوم أيضا.
فالذي يلتزم بهذا المجموع من الآداب والسنن، والحسرة، والصيام مع الفوات، وماشابه ذلك.. نعم، إذا فاتته الفريضة لعله ينطبق عليه هذا القول (لا عار في القعود عن الفريضة).
دور صلاة الليل في تكامل الشخصية
- إن صلاة الليل كانت فيما مضى من الأيام وقفاً على الصلحاء والعباد في الحوزات!.. فالبعض من الشباب يكتفي بالمفروض من العبادات: الصلاة، والصوم، وحج البيت، ودفع خمس ما يزيد من الأموال.. ويقول: نحن الشباب ما شأننا وصلاة الليل، والمناجاة وغير ذلك؟!.
- إن كل مكلف مطالب -بحسب منطق الشريعة- بالسير في الحركة التكاملية، والتقرب إلى الله -عز وجل-.. فالصيام يجب علينا من باب قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وهذه الآية تعمم على كل مسلم ومسلمة، حتى البنت في تمام التاسعة من عمرها، لأن الآية مطلقة الخطاب.. فلماذا عندما يصل الأمر إلى قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}، فإن ذهننا ينطلق إلى العلماء والحوزات، وغير ذلك {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ..}؟!..
- إن الخطابات القرآنية المتوجهة للنبي (ص)، هي متوجهة لكل المؤمنين: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}، لأنه لو كان هذا الخطاب خاصاً بين الله وبين نبيه، لما أنزلها آية في القرآن الكريم!.. يقول العلماء في فضل صلاة الليل: يكفي أن القرآن أبهم الجزاء!.. فلم يذكر جزاءً محددا: لم يذكر حوراً، ولا قصوراًً.. بل أبهم الأمر فقال: {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}، واستعمال النكرة هنا لتفخيم الأمر!.. لم يقل: المقام المعلوم، ولم يقل: مقعد الصدق عند المليك المقتدر.. بل جعله مفتوحاً ليتزود كل واحد منا من هذا المقام المحمود، بحسب إتقانه لصلاة الليل.. وصلاة الليل التي كان يقوم بها النبي الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم- لا تقاس بصلاة ليلنا نحن!.. وبلغ من أهمية صلاة الليل في حياة الملحقين بالأئمة (ع) كمولاتنا زينب الكبرى (ع)، أنها في ليلة الحادي عشر من المحرم، وقد رأت ما رأت من المصائب والرزايا، ومع ذلك تجلس على صعيد كربلاء، وهي تشم رائحة الدماء الطاهرة، لتصلي صلاتها من جلوس!..
- إن باب الترقي والتعالي مفتوح على الجميع، فلماذا يُعطي أحدنا لنفسه الإجازة من هذه المراتب الكمالية؟.. فهل الموت للعلماء فقط؟.. وهل البعث والحشر للعلماء فقط؟.. فالبعض هذه الأيام يحاول أن يبذل قصارى همته، ليختار أفضل الجامعات، وأفضل التخصصات.. ويتمنى عندما يمر على بعض القصور، أن يكون له مثل هذا القصر!.. فالإنسان في هذه الحياة الدنيا له أمنيات عريقة، والبعض من الشباب يتمنى الزواج بفتاة لا يمكن أن تُنال بسبب الفوارق الطبقية مثلا، ومع ذلك يعيش هذه الأمنية والهاجس.. ولطالما سببت هذه الأماني التي لا تحقق، حالة الاكتئاب وغير ذلك، إلى حد الجنون لدى البعض.
- إن الإنسان في الحياة الدنيا لديه طموحات فوق القدرات الظاهرية، فلماذا في كف الآخرة لا يكون لنا مثل هذا الطموح؟.. وخاصة أن القرآن الكريم، يتعمد ذكر عينات في تاريخ الأنبياء والأمم السالفة، ممن ليسوا بأنبياء ولا بأوصياء.. فآسيا زوجة فرعون من فراعنة العصر، وأما مريم امرأة فضلها أن أمها نذرت ما في بطنها محرراً.. ولكن الله -عز وجل- تقبلها وأنبتها نباتاً حسناً، وجعل لها أستاذاً.. وللذين يشكلون أن الحركة لا يمكن من دون أستاذ، نقول: بأن رب العالمين هو المربي، وهو الذي يلقي في الروع، ويربط على القلب، كما حدث مع أهل الكهف {فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}، فهؤلاء الفتية عندما آمنوا، زادهم الله هدى، ولم يبعث لهم أنبياء ومرسلين.. وكان يرافقهم كلب لهم، فهذا الكلب أيضاً شملته الكرامة الإلهية، فنام معهم تلك النومة.. فأهل الكهف هم {فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ}، ولكنهم تحركوا: آمنوا واعتزلوا قومهم.. {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِه ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا}، فهؤلاء صدقوا في الحركة.
- إن وسائل التثقيف والترقي العلمي في هذه الأيام، أرقى من السنوات الماضية: حيث الكتب، والمؤلفات، والفضائيات، والمواقع.. فالمعلومات كافية جداً.. وقد قال الباقر (ع): (من عمل بما يعلم، علمه الله ما لا يعلم).. فإذاً، لنتخذ إلى الله سبيلاً.. نحن لا نريد أن نسلك مسالك الفرق الصوفية، وأهل الأذكار، والصوامع!.. نحن نريد أن تكون لنا حركة إلى الله -عز وجل- مراقبة في القول والفعل، وتركاً للحرام، وأداءً للواجب.. إن رب العالمين لا يريد شهادات
نسألكم الدعاء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى